إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

~ {وَلقد يسَّرنا القرآن للذِّكْر فهل مِن مُّدَّكِرٍ}

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [حصري] ~ {وَلقد يسَّرنا القرآن للذِّكْر فهل مِن مُّدَّكِرٍ}



    الحمد لله الذي شرح صدور أهل الإسلام للهدى، ونكت في قلوب أهل الطغيان فلا تعي الحكمة أبدا، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهًا أحدا فردًا صمدا، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ما أعظمه عبدًا وسيدا، وأكرمه أصلًا ومحتدا، وأبهره صدرًا وموردا، وأطهره مضجعًا ومولدا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه غيوث الندى، وليوث العدى، صلاة وسلامًا دائمين من اليوم إلى أن يُبعث الناس غدا.


    إن أصدق الحديث كتاب الله، فيه خبر من قبلنا ونبأ من بعدنا وحكم ما بيننا، جعل الله فيه من العجائب ما تتحير منه القلوب، وما تنصت إليه الأسماع، بهر الإنس والجن، فقالت الجن: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} [سورة الجن: 1]. ووقف المشركون يستمعون لقراءة النبي صلى لله عليه وسلم يتحيرون، تحدى الله من يأتي بمثل هذا القرآن فلم يستطع أحد على مر القرون.

    ~ فهل لك أخي/ أختي في تذوق كلام الله، هل لك في الاستمتاع بكلام الله، كيف ننتقل من السماع إلى الاستماع؟ الاستمتاع بكلام الله يكون بمعرفة معناه والتدبر فيه، فإنك والله لا ترى كلمة إلا ولها معنى، ولا سياقاً إلا وله مدلول، ولا تقديماً ولا تأخيراً إلا وله مغزى.

    وإذا سرنا في القرآن نرى عجباً، حتى ختم الآيات له دلالات، إن القرآن مأدبة عظيمة، فمن الذي يريد أن يطعم، حتى في عرض الآيات، وحتى في اختصار الأحداث، إنه كلام الله ربنا، فلنقبل عليه نحن وأهلينا"




    من هنا أدعوكم للقاءات تدبرية عبر هذالموضوع وقد عنونته "{وَلقد يسَّرنا القرآن للذِّكْر فهل مِن مُّدَّكِرٍ}: فحياكم الباري جل وعلا ونبدأ بحول الله وقوته جمع الفوائد، واللطائف، واللمسات البيانية، والخواطر القرآنية من أقوال العلماء وتفاسيرهم.


    يا الله
    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة


  • #2
    رد: ~ {وَلقد يسَّرنا القرآن للذِّكْر فهل مِن مُّدَّكِرٍ}

    لطــائف قرأنيــه



    لطائف ذكرها الشيخ محمد حسان في درسه
    ، وتدبرن معي هذه المعاني وكما قال الشيخ: "مصدرية القرآن دليل إعجازه":

    ~ قال الله تعالى: {
    وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّـهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿١٠٩﴾ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّـهِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿١١٠﴾} [سورة البقرة].


    :::> اللطيفة الأولى: أمر الله المسلمين ألا يقابلوا حسد وحقد المشركين بالمثل بل أن يعفوا ويصفحوا... إشارة في هذه الآية إلى قوة المسلمين فلا يقدر على العفو والصفح إلا قوي، فالله يأمر القلة القليلة من المسلمين - الذين يظهرون أنهم ضعفاء - بالعفو والصفح، إشارة إلى أن أهل الإيمان على قلتهم هم الأقوياء ما داموا متمسكين بالحق...

    ~> والحق مهما انزوى فهو ظاهر {
    وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ﴿٨١﴾} الاسراء.

    والعفو والصفح لا يقال لمن لا يقدر عليهما لضعفه ولكن المعنى: لا تغتروا يا أهل الإيمان بكثرة أهل الباطل، فإنكم على قلتكم أقوى بما أنتم عليه من الحق ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون؛ وينزل الله سبحانه أهل الباطل على كثرتهم فيسأل لهم العفو والصفح من أهل الحق.


    ثم ذيل سبحانه بقوله جل وعلا - تذييل جميل - : {
    إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ولو شاء سبحانه لأهلكهم، لكنه يريد أن يعلمكم العفو والصفح: يعلم المؤمنين العفو والصفح أي اجعلوه خلقاً عاماً... وهذه هي اللطيف الثانية...

    :::> اللطيفة الثانية: لم يقل الله سبحانه في السياق - فاعفوا واصفحوا عنهم - بل قال سبحانه: {
    فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا}... فالخطاب لكل الناس بالتعامل بالعفو الصفح.

    ~ ثم لننظر إلى السياق وإلى الآية التي جاءت من بعد:
    قال الباري جل وعلا: {
    وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّـهِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿١١٠﴾} البقرة.

    ~> قد يستغرب البعض على هذا السياق!

    يأمرهم سبحانه في خضم الفتن أن ينشغلوا ...

    ~> معنى جميل: "ملتفت لا يصل"

    انشغلوا بالطاعات... افزعوا إلى الصلاة... اسجد واقترب ... انتصر على حقد الحاقدين وحسد الحاسدين بالسجود لرب العالمين، فلا ملجأ ولا منجأ من الله إلا إليه: إن كنت في فتنة أو ... فافزع إلى الصلاة: إلجأ إلى الله وأقم الصلاة بأركانها وواجباتها وشروطها وفي وقته
    ا {...
    إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} ﴿النساء: ١٠٣﴾

    تأتي للصلاة في فتور وكأنك دعيت الى بـــــــــــــــــــــــــــــــــلا ء
    وإن أديتها جاءت بنقص لما قدكان منك من شرك الرياء
    وإن تخلو عن الإشراك فيها تدبر للأمور بالارتقــــــــــــــــــــــــــــــــاء
    ويا ليت التدبر في مباح ولكن في المشقه والشقـــــــــــــــــــــــــاء

    وإن كنت المصلي يوما بين خلق أطلت ركوعها بالانحناء
    وتعجل خوف تأخير لشغل وكأنما الشغل أولى من لقــــــــــاء


    ::: همسة :::

    انتهت اللطائف سأضيف معنى جميلاً ذكره الشيخ لتارك الصلاة:

    ~ إلى من يضيع الصلاة...

    ~> قال صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة)
    ~> وقال صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) [صحيح الترمذي]

    نعم المسألة خلافية لكن يا أخي ... يا أختي...

    أترضى ... أترضين ...؟!

    أن تكون ... أن تكوني محل خلاف بين أهل العلم :فريق يكفر وفريق يفسق ؟!

    ~ "هذا مما دونته من كلام الشيخ ولعلي نقلت لكم المعاني واللطائف فقط، فما كان من سهو أونسيان فمني ومن الشيطان والله تعالى أعلم".




    التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد خالد المصرى; الساعة 25-02-2015, 12:13 PM. سبب آخر: تصحيح خطأ بآية، وتشكيل الآيات.. بارك الله فيكم
    يا الله
    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

    تعليق


    • #3
      رد: ~ {وَلقد يسَّرنا القرآن للذِّكْر فهل مِن مُّدَّكِرٍ}

      ~ اخترنا لكم ~
      ::: سورة يوسف: 86/87 :::



      { قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّـهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٨٦﴾ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّـهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّـهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴿٨٧﴾}.




      ~ قال بن عاشور رحمه الله: "فجملة إنما أشكو بثي وحزني إلى الله مفيدة قصر شكواه على التعلق باسم الله ، أي يشكو إلى الله لا إلى نفسه ليجدد الحزن ، فصارت الشكوى بهذا القصد ضراعة وهي عبادة ؛ لأن الدعاء عبادة . وصار ابيضاض عينيه الناشئ عن التذكر الناشئ عن الشكوى أثرا جسديا ناشئا عن عبادة مثل تفطر أقدام النبيء صلى الله عليه وسلم من قيام الليل .


      والبث : الهم الشديد ، وهو التفكير في الشيء المسيء . والحزن : الأسف على فائت . فبين الهم والحزن العموم والخصوص الوجهي ، وقد اجتمعا ليعقوب عليه السلام لأنه كان مهتما بالتفكير في مصير يوسف عليه السلام وما يعترضه من الكرب في غربته وكان آسفا على فراقه .


      وقد أعقب كلامه بقوله {وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} لينبههم إلى قصور عقولهم عن إدراك المقاصد العالية ليعلموا أنهم دون مرتبة أن يعلموه أو يلوموه ، أي أنا أعلم علما من عند الله علمنيه لا تعلمونه وهو علم النبوءة ...


      وفي هذا تعريض برد تعريضهم بأنه يطمع في المحال بأن ما يحسبونه محالا سيقع .


      ثم صرح لهم بشيء مما يعلمه وكاشفهم بما يحقق كذبهم ... فقال {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ}.


      فجملة ( يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا ) مستأنفة استئنافا بيانيا ; لأن في قوله وأعلم من الله ما لا تعلمون ما يثير في أنفسهم ترقب مكاشفته على كذبهم فإن صاحب الكيد كثير الظنون ( يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ) .


      والتحسس بالحاء المهملة : شدة التطلب والتعرف ، وهو أعم من التجسس بالجيم فهو التطلب مع اختفاء وتستر .


      والروح بفتح الراء : النفس بفتح الفاء استعير لكشف الكرب؛ لأن الكرب والهم يطلق عليهما الغم وضيق النفس وضيق الصدر ، فكذلك يطلق التنفس والتروح على ضد ذلك ، ومنه استعارة قولهم : تنفس الصبح إذا زالت ظلمة الليل .


      وفي خطابهم بوصف البنوة منه ترقيق لهم وتلطف ليكون أبعث على الامتثال .


      وجملة {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّـهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}تعليل للنهي عن اليأس ، ... والمعنى: لا تيأسوا من الظفر بيوسف عليه السلام معتلين بطول مدة البعد التي يبعد معها اللقاء عادة . فإن الله إذا شاء تفريج كربة هيأ لها أسبابها ، ومن كان يؤمن بأن الله واسع القدرة لا يحيل مثل ذلك ، فحقه أن يأخذ في سببه ويعتمد على الله في تيسيره ، وأما القوم الكافرون بالله فهم يقتصرون على الأمور الغالبة في العادة وينكرون غيرها" اهـ [التحرير والتنوير].


      والله تعالى أعلم.

      التعديل الأخير تم بواسطة محبة العلم والدعوة; الساعة 25-02-2015, 02:28 PM. سبب آخر: تعديل الخط.. بارك الله فيكم
      يا الله
      علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

      تعليق


      • #4
        رد: ~ {وَلقد يسَّرنا القرآن للذِّكْر فهل مِن مُّدَّكِرٍ}

        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله الخير ونفع بكم
        محمود خليل الحصري حفص ورش قالون مجود معلم مرتل هنا
        أقرأ القرآن أون لاين
        هنا
        لحفظ القرآن هذا أفضل برنامج محفظ للقرآن أون لاين هنا
        و نرجوا الدخول هنا


        تعليق


        • #5
          رد: ~ {وَلقد يسَّرنا القرآن للذِّكْر فهل مِن مُّدَّكِرٍ}


          ~ لطائف قرآنية: اخترنا لكم ~
          ::: سورة الذاريات: 49/50 :::



          {
          وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿٤٩﴾ فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٥٠﴾}

          ~ قال بن كثير رحمه الله: "أي: جميع المخلوقات أزواج : سماء وأرض ، وليل ونهار ، وشمس وقمر ، وبر وبحر ، وضياء وظلام ، وإيمان وكفر ، وموت وحياة ، وشقاء وسعادة ، وجنة ونار ، حتى الحيوانات [ جن وإنس ، ذكور وإناث ] والنباتات ، ولهذا قال :
          (
          لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) أي : لتعلموا أن الخالق واحد لا شريك له .

          (
          فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ ) أي : الجئوا إليه ، واعتمدوا في أموركم عليه؛ ( إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ) اهـ.

          ~ وقال صاحب الظلال رحمه الله: "وفى ظل هذه اللمسات القصيرة العبارة ، الهائلة المدى : فى أجواز السماء ، وفى آماد الارض ، وفى أعماق الخلائق ، يهتف بالبشر ليفروا إلى خالق السماء والارض والخلائق , متجردين من كل ما يثقل أرواحهم ويقيدها ، موحدين الله الذى خلق هذا الكون وحده بلا شريك.



          {
          فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٥٠﴾ وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٥١﴾} والتعبير بلفظ الفرار عجيب حقا .

          ~ وهو يوحى بالأثقال والقيود والأغلال والأوهاق ، التى تشد النفس البشرية إلى هذه الارض ، وتثقلها عن الانطلاق , وتحاصرها وتأسرها وتدعها فى عقال . وبخاصة أوهاق الرزق والحرص والانشغال بالأسباب الظاهرة للنصيب الموعود . ومن ثم يجىء الهتاف قويا للانطلاق والتملص والفرار إلى الله من هذه الأثقال والقيود ! ، الفرار إلى الله وحده منزها عن كل شريك . وتذكير الناس بانقطاع الحجة وسقوط العذر : {
          إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} .. وتكرار هذا التنبيه فى آيتين متجاورتين , زيادة فى التنبيه والتحذير ! " اهـ.

          والله تعالى أعلم









          التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد خالد المصرى; الساعة 25-02-2015, 12:35 PM. سبب آخر: تشكيل الآيات.. بارك الله فيكم
          يا الله
          علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

          تعليق


          • #6
            رد: ~ {وَلقد يسَّرنا القرآن للذِّكْر فهل مِن مُّدَّكِرٍ}

            ~ اخترنا لكم :
            ::: سورة البقرة: 186 :::



            {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)}




            ~ "هذا جواب سؤال، سأل النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه فقالوا: يا رسول الله, أقريب ربنا فنناجيه, أم بعيد فنناديه؟ فنزل: ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ) لأنه تعالى، الرقيب الشهيد، المطلع على السر وأخفى, يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور, فهو قريب أيضا من داعيه، بالإجابة، ولهذا قال: ( أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ) والدعاء نوعان: دعاء عبادة، ودعاء مسألة.


            ~ والقرب نوعان: قرب بعلمه من كل خلقه, وقرب من عابديه وداعيه بالإجابة والمعونة والتوفيق.


            فمن دعا ربه بقلب حاضر، ودعاء مشروع، ولم يمنع مانع من إجابة الدعاء، كأكل الحرام ونحوه، فإن الله قد وعده بالإجابة، وخصوصا إذا أتى بأسباب إجابة الدعاء، وهي الاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره ونواهيه القولية والفعلية, والإيمان به، الموجب للاستجابة، فلهذا قال: {فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} أي: يحصل لهم الرشد الذي هو الهداية للإيمان والأعمال الصالحة, ويزول عنهم الغي المنافي للإيمان والأعمال الصالحة. ولأن الإيمان بالله والاستجابة لأمره، سبب لحصول العلم كما قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا}" اهـ [تفسير السعدي رحمه الله].




            ~ ومن جميل ما قرأت في اقتباساً من برنامج لمسات بيانية:


            1-أنها الآية الوحيدة التي خالفت بقية الآيات التي تبدأ بسؤال الناس للنبي الكريم ، حيث كلها تأتي بصيغة ((يسألونك)) مثل ((يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل .. يسألونك عن الخمر والميسر قل ...، يسألونك عن الأنفال قل ... ، ويسألونك عن اليتامى قل ... ، يسألونك ماذا أحل لهم قل ... ، ويسألونك ماذا ينفقون قل ... ، يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل ... ، ويسألونك عن الروح قل ... ، ويسألونك عن الجبال فقل ... )) إلا هذه الآية !


            .


            فمن عظمة الله أنه سبق المؤمنين بالسؤال وهم لم يسألوا بعد! وكأنه سؤال افتراضي ، فإن الله هو الذي وضع السؤال وبادر بالإجابة من قبل أن يُسأل حباً منه بالدعاء وبسرعة الإجابة ! فانظر إلى واسع رحمته!


            2-على غرار (( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا )) كان القياس أن يقول (وإذا سألك عبادي عني فقل ربي قريب يجيب دعوة الداع ) لكنه تبارك وتعالى تكفل بالإجابة بنفسهوقال (( فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ )) فابتدأ جوابه بأنه قريب للدلالة على عدم حاجته للوسطاء والأولياء أولاً ، وللدلالة على حفاوته بالدعاء وبالسائلين ثانياً. فلم يتحدث بضمير الغائب عن ذاته فلم يقل ((يجيب دعوة الداع)) لأنه يدل على البعد والعلو ، بل نسبها لنفسه للدلالة على دنوه وقربه من السائلين !


            3-أنه تعالى لم يعلق الإجابة بالمشيئة كأن يقول (أجيبه إن أشاء) ، بل قطع وأكد بأنه يجيب دعوة الداع.


            4-أنه قدم جواب الشرط على فعل الشرط ، فلم يقل (إذا دعان أستجب له) وذلك للدلالة على قوة الإجابة وسرعتها.


            5-أنه قال ((أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)) ولم يقل (أجيب دعوة الداع إن دعان) وفي هذا معانٍ بلاغية غاية في الدقة ، منها أنه استخدم أداة الشرط ((إذا)) ولم يستخدم أداة الشرط ((إن)) ، فماالفرق بينهما؟


            السبب أن (إن) تستخدم للأحداث المتباعدة والمحتملة الوقوع والمشكوك فيها والنادرة والمستحيلة ، كقوله (( قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ )) و قوله سبحانه: ((وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا)) لأن الأصل عدم اقتتال المؤمنين ، وقوله سبحانه: ((وَلَـٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي)) ، و لم يقل سبحانه (إذا) استقر مكانه وقد علمنا أن الجبل دك دكاً! و كقوله تعالى: ((قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّـهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا)). بينما (إذا) تعني المضمون حصوله أو كثير الوقوع ، مثل قوله تعالى: ((ككُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ)) لأن الموت واقع لا محالة ! وقوله: ((وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ))، وقوله تعالى: ((فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ))، وقوله تعالى: (( فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ)) ، ولذلك نرى أن كل أحداث يوم القيامة تأتي بـ (إذا) ولم تأت بـ (إن) ، مثال ذلك قوله سبحانه: ((إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا))، وقوله سبحانه: ((إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ﴿١﴾ وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ ﴿٢﴾ وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ ﴿٣﴾ ...))، وقوله تعالى: ((إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ)) وغيرها من أحدث يوم القيامة حيث لم تأت أيا ًمنها بأداة الشرط (إن) لأنها تحتمل الندرة وعدم الوقوع.


            ومن أروع هذا البيان هو حينما تأتيان معاً في موضع واحد فيستخدم (إذا) للكثرة و(إن) للندرة مثل قوله تعالى: ((إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ .. وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا )) فجاء بـ (إذا) للوضوء لأنه كثير الوقوع و(إن) للجنب لأنه نادر الحصول ، ومثل قوله ((فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ)) فالإحصان متكرر والفاحشة من النوادر!


            فمن هذا نفهم أن المعنى من قوله تعالى: ((إذا دعانِ)) أنه يشير إلى كثرة الدعاء وبأنه دعاء متكرر مستمر كثير وليس نادراً قليلاً ! لأن الله يغضب إن لم يدعَ ، والقلب الذي لا يدعو قلبٌ قاسٍ ، ألم تر إلى قوله تعالى ((فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ﴿٤٢﴾ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَـٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ)) وقوله ((وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ))

            6-ثم لاحظ أنه قال سبحانه: ((أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ)) ولم يقل سبحانه: ((أجيب الداع)) ! لأن الدعوة هي المستجابة وليس شخص الداع ، وفي هذا إشارة دقيقة جداً إلى مكانة الدعوة بغض النظر عن شخصية الداع!


            7-قال سبحانه وتعالى: ((عبادي)) بالياء ولم يقل ((عبادِ)) فماالفرق؟ ((عبادي)) تشير إلى عدد أكبر من ((عباد)) فالياء تعني أن مجموعة العباد أكثر ، أي يجيبهم كلهم على اختلاف إيمانهم وتقواهم ، كقوله تعالى للدلالة على الكثرة ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَ*فُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ)) والمسرفون كثر ، وكقوله تعالى: ((وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)) لأن أكثرهم يجادل ، أما للقلة فيقول سبحانه: ((فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ)) وهؤلاء قلة ، وقوله سبحانه: ((قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ)) والمتقون قلة!


            8-لاحظ أنه قال سبحانه : ((أجيب دعوة الداع)) وكان القياس أن يقول (أجيب دعوتهم)! وذلك للدلالة على أنه يجيب دعوة كل داع وليس فقط دعوة السائلين ، فوسع دائرة الدعوة ولم يقصرها على السائلين.


            9-قال تعالى: ((فإني قريب)) ولم يقل (أنا قريب) وهذا توكيد بـ (إن) المشددة للتوكيد ، لأن أنا غير مؤكدة.


            10 - أن الآية توسطت آيات الصوم ، وهذا يعني وأن للصائم دعوة لا ترد كما ورد في الأثر (ما لم تكن بقطيعة رحم).


            والله تعالى أعلم.


            التعديل الأخير تم بواسطة محبة العلم والدعوة; الساعة 25-02-2015, 02:28 PM. سبب آخر: نوع الخط. بارك الله فيكم
            يا الله
            علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

            تعليق


            • #7
              رد: ~ {وَلقد يسَّرنا القرآن للذِّكْر فهل مِن مُّدَّكِرٍ}

              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              موضوع هام وقيم
              بارك الله فيكم ونفع بكم وجزاك كل الخير

              إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
              والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
              يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

              الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

              تعليق


              • #8
                رد: ~ {وَلقد يسَّرنا القرآن للذِّكْر فهل مِن مُّدَّكِرٍ}

                عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                جزاكم الله خيرًا
                وجعله فى موازين حسناتكم




                تعليق

                يعمل...
                X