الحمد لله الذي شرح صدور أهل الإسلام للهدى، ونكت في قلوب أهل الطغيان فلا تعي الحكمة أبدا، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهًا أحدا فردًا صمدا، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ما أعظمه عبدًا وسيدا، وأكرمه أصلًا ومحتدا، وأبهره صدرًا وموردا، وأطهره مضجعًا ومولدا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه غيوث الندى، وليوث العدى، صلاة وسلامًا دائمين من اليوم إلى أن يُبعث الناس غدا.
إن أصدق الحديث كتاب الله، فيه خبر من قبلنا ونبأ من بعدنا وحكم ما بيننا، جعل الله فيه من العجائب ما تتحير منه القلوب، وما تنصت إليه الأسماع، بهر الإنس والجن، فقالت الجن: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} [سورة الجن: 1]. ووقف المشركون يستمعون لقراءة النبي صلى لله عليه وسلم يتحيرون، تحدى الله من يأتي بمثل هذا القرآن فلم يستطع أحد على مر القرون.
~ فهل لك أخي/ أختي في تذوق كلام الله، هل لك في الاستمتاع بكلام الله، كيف ننتقل من السماع إلى الاستماع؟ الاستمتاع بكلام الله يكون بمعرفة معناه والتدبر فيه، فإنك والله لا ترى كلمة إلا ولها معنى، ولا سياقاً إلا وله مدلول، ولا تقديماً ولا تأخيراً إلا وله مغزى.
وإذا سرنا في القرآن نرى عجباً، حتى ختم الآيات له دلالات، إن القرآن مأدبة عظيمة، فمن الذي يريد أن يطعم، حتى في عرض الآيات، وحتى في اختصار الأحداث، إنه كلام الله ربنا، فلنقبل عليه نحن وأهلينا"
من هنا أدعوكم للقاءات تدبرية عبر هذالموضوع وقد عنونته "{وَلقد يسَّرنا القرآن للذِّكْر فهل مِن مُّدَّكِرٍ}: فحياكم الباري جل وعلا ونبدأ بحول الله وقوته جمع الفوائد، واللطائف، واللمسات البيانية، والخواطر القرآنية من أقوال العلماء وتفاسيرهم.
تعليق